الإستغاثة بقبر النبي صلى الله عليه وسلم
الإستغاثة بقبر النبي (صلى الله عليه وآله)1- اﺳﺘﻐﺎﺛﺔ اﻟﻀﺮﻳﺮ ﺑﻘﺒﺮ اﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه وآله) ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ :وﻣﻤّﺎ ﻳﺪل ﺑﻮﺿﻮح ﻋﻠﻰ أن ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﻘﺒﺮ اﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه وآله) كان أﻣﺮاً دارﺟﺎً ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻗﺼﺔ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﺣُﻨﻴﻒ ، اﻟﺘﻲ أوردها اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻋﻦ أﺑﻲ أﻣﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻋﻦ ﻋﻤﻪ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ أن رﺟﻼً كان ﻳﺨﺘﻠﻒ إﻟﻰ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﻔﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻪ، ﻓﻜﺎن ﻋﺜﻤﺎن ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ وﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ، ﻓﻠﻘﻲ اﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻓﺸﻜﻰ ذﻟﻚ إﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎل ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ : اﺋﺖِ اﻟﻤﻴﻀﺎة ﻓﺘﻮﺿﺄ ﺛﻢ اﺋﺖ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺼﻞﱢ ﻓﻴﻪ ركعتين ﺛﻢ ﻗﻞ : اﻟﻠﻬﻢ إﻧّﻲ أﺳﺄﻟﻚ وأﺗﻮﺟّﻪ إﻟﻴﻚ ﺑﻨﻴّﻨﺎ ﻣﺤﻤّﺪ ﻧﺒﻲ اﻟﺮﺣﻤﺔ، ﻳﺎ ﻣﺤﻤّﺪ إﻧﻲ أﺗﻮﺟّﻪ ﺑﻚ إﻟﻰ رﺑّﻲ ﻓﺘﻘﻀﻲ ﻟﻲ ﺣﺎﺟﺘﻲ، وتذكر ﺣﺎﺟﺘﻚ ورُح ﺣﺘﻰ أروح ﻣﻌﻚ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﺼﻨﻊ ﻣﺎ ﻗﺎل ﻟﻪ، ﺛﻢ أﺗﻰ ﺑﺎب ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﻔّﺎن ، ﻓﺠﺎء اﻟﺒﻮّاب ﺣﺘﻰ أﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ، ﻓﺄﺧﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎن، ﻓﺄﺟﻠﺴﻪ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻨﻔﺴﺔ ﻓﻘﺎل : ﺣﺎﺟﺘﻚ ؟ فذكر ﺣﺎﺟﺘﻪ، وقضاها ﻟﻪ . ﺛﻢ ﻗﺎل ﻟﻪ : ﻣﺎ ذكرت ﺣﺎﺟﺘﻚ ﺣﺘﻰ كان اﻟﺴﺎﻋﺔ وﻗﺎل : ﻣﺎ كانت ﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ، فاذكرها، ﺛﻢ أن اﻟﺮﺟﻞ ﺧﺮج ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻠﻘﻲ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ : ﺟﺰاك الله ﺧﻴﺮاً، ﻣﺎ كان ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺘﻲ وﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻲّ ﺣﺘﻰ كلمته ﻓﻲّ . ﻓﻘﺎل ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ : والله ﻣﺎ كلمته وﻟﻜﻦ ﺷﻬﺪتُ رﺳﻮل الله (صلى الله عليه وآله) وأﺗﺎﻩ ﺿﺮﻳﺮ [4]، ﻓﺸﻜﻰ إﻟﻴﻪ ذهاب ﺑﺼﺮﻩ ، ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه وآله) : "ﻓﺘﺼﺒﺮ" ﻓﻘﺎل : ﻳﺎ رﺳﻮل الله ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﻗﺎﺋﺪ وﻗﺪ ﺷﻖ ﻋﻠﻲّ ، ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه وآله) إﺋﺖِ اﻟﻤﻴﻀﺎة ﻓﺘﻮﺿﺄ ﺛﻢ ﺻﻞﱢ ركعتين ﺛﻢ ادعُ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺪﻋﻮات ﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ : ﻓﻮالله ﻣﺎ ﺗﻔﺮّﻗﻨﺎ، وﻃﺎل ﺑﻨﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﺘﻰ دﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺮﺟﻞ كأنه ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻪ ﺿﺮّ ﻗﻂ [5] . 2ـ [عائشة تحث الناس على] اﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﻘﺒﺮ اﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه وآله) : ـ ﻋﻦ اﻟﺪارﻣﻲ : . . . ﻗﺤﻂ أهل اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻗﻄﺤﺎً ﺷﺪﻳﺪاً ﻓﺸﻜﻮا إﻟﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ ، ﻓﻘﺎل: اﻧﻈﺮوا ﻗﺒﺮ اﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه [وآله] وسلم) ﻓﺎﺟﻌﻠﻮا ﻣﻨﻪ كوا إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﺣﺘﻰ ﻻﻳﻜﻮن ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﺳﻘﻒ . ﻗﺎل : ﻓﻔﻌﻠﻮا ﻓﻤﻄﺮﻧﺎ ﻣﻄﺮاً ﺣﺘﻰ ﻧَﺒَﺖَ اﻟﻌﺸﺐ وﺳَﻤَﻨﺖ اﻹﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻘﺖ ﻣﻦ اﻟﺸﺤﻢ ﻓَﺴُﻤّﻲ ﻋﺎم اﻟﻔﺘﻖ [6] . 3ـ الإستغاثة بقبر النبي (صلى الله عليه وآله)في زمن عمر روى اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ، ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﻴﺢ ﻣﻦ رواﻳﺔ أﺑﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺴﻤﺎن ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ اﻟﺪار ـ وكان ﺧﺎزن ﻋﻤﺮ ـ ﻗﺎل : أﺻﺎب اﻟﻨﺎس ﻗﺤﻂ ﻓﻲ زﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﻓﺠﺎء رﺟﻞ إﻟﻰ ﻗﺒﺮ اﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه وآله) ﻓﻘﺎل : ﻳﺎ رﺳﻮل الله اﺳﺘﺴﻖ ﻷُﻣﺘﻚ ﻓﺈﻧّﻬﻢ ﻗﺪ هلكوا، ﻓﺄﺗﻰ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎم ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ : اﺋﺖِ ﻋﻤﺮ . . [7].[وبهذا أفتى مجموعة من علماء السنة بجواز التوسل والإستغاثة بالنبي (صلى الله عليه وآله)].
١ـ ﻗﺎل اﻟﻘﺴﻄﻼﻧﻲ [الشافعي]: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺰاﺋﺮ أن ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎء واﻟﺘﻀﺮع واﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ واﻟﺘﺸﻔﻊ واﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ (صلى الله عليه وآله) ﻓﺠﺪﻳﺮ ﺑﻤﻦ اﺳﺘﺸﻔﻊ ﺑﻪ أن ﻳﺸﻔﻌﻪ الله ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻪ . . . ﺛﻢ أن كلاً ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ واﻟﺘﻮﺳﻞ واﻟﺘﺸﻔﻊ واﻟﺘﻮﺟﻪ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ـ كما ذكره ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺼﺮة وﻣﺼﺒﺎح اﻟﻈﻼم ـ واﻗﻊ ﻓﻲ كل ﺣﺎل ، ﻗﺒﻞ ﺧﻠﻘﻪ وﺑﻌﺪ ﺧﻠﻘﻪ ، ﻓﻲ ﻣﺪة ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺪة اﻟﺒﺮزخ وﺑﻌﺪ اﻟﺒﻌﺚ . . . [8]
٢ـ ﻗﺎل اﻟﻤﺮاﻏﻲ [الشافعي]ـ ت ٨١٦ هـ ـ : إنّ اﻟﺘﻮﺳّﻞ واﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ واﻟﺘﺸﻔﻊ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه وآله) واﻗﻊ ﻓﻲ كل ﺣﺎل ﻗﺒﻞ ﺧﻠﻘﻪ وﻓﻲ ﻣﺪة ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ، ﻓﻲ ﻣﺪة اﻟﺒﺮزخ ، وﺑﻌﺪ اﻟﺒﻌﺚ ، وﻋﺮﺻﺎت اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ [9]
################################
[4]- إﺷﺎرة إﻟﻰ ﻣﺎ أوردﻩ أﺣﻤﺪ : ١٣٨ / ٤ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﻴﺢ . وهو ﺣﺪﻳﺚ اﻷﻋﻤﻰ اﻟﺬي ردّ ﺑﺼﺮﻩ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء اﻟﺬي ﻋﻠﻤﻪ إﻳّﺎﻩ [النبي صلى الله عليه وآله] . وأﺧﺮﺟﻪ اﻟﺘﺮﻣﺬي : ٥٦٩ / ٥ ح ٣٥٧٨ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ١/ ٤٤١. والحاكم : 1/٣١٣
[5] ﻣﻌﺠﻢ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ : ٣٠ / ٩ اﻟﺮﻗﻢ ٨٣١١ ، اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﺼﻐﻴﺮ : ١٨٣ / ١ ، وﻗﺎل الطبراني : اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ .
[6] سنن الدارمي - / ص 56/ ح 92 . قال الشيخ حسين سليم أسد : رجاله ثقات وهو موقوف على عائشة .
[7]ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري : ٥٧٧ / ٢.
[8]- [المواهب اﻟﻠﺪاﻧﻴﺔ : ٤١٧ / ٣]
[9]- ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﻀﺮة ﺑﺘﺨﻠﻴﺺ ﻣﻌﺎﻟﻢ دار اﻟﻬﺠﺮة : ١١٣
Post a Comment