السنن المخصوصة في رمضان
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، يقبل شهر رمضان ببركاته وعطاياه للمسلمين في مختلف بقاع الأرض على اختلاف جنسياتهم ولغاتهم، فشهر رمضان هو شهر التوبة والمغفرة، وتكفير الذنوب والسيئات.
كما أن المسلم إذا صام، فليصم سمعه، وبصره، ولسانه عن الكذب والمحارم، ويدع أذى الجار، وليكن عليه وقار وسكينة يوم صومه، وهذا الشهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتسلسل فيه الشياطين.
وشهر رمضان هو الشهر الأحب لقلب كل مسلم منذ نعومة أظافره، فيحتفل بقدومه وينشر التهاني والفرحة بين الناس، وقد وصى رسول الله المسلمين بهذا الشهر، وترك لهم السنن التي تنير طريقهم في عباداتهم الرمضانية، ومن هذه السنن:
السنة الأولى: التهنئة بقدوم شهر رمضان المبارك، كما روى "أحمد" و"النسائي" من حديث "أبي هريرة" رضي الله عنه قال: كان رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ يبشر أصحابه بقدوم رمضان، ويقول: "قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم".
السنّة الثانية: تعجيل الفطر عند غياب الشمس، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لايزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" رواه البخاري ومسلم.
السنة الثالثة: إفطار الصائمين، حيث قال النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ: "من فطر صائمًا كتب له مثل أجره إلا أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء" رواه "النسائي" و"الترمذي" وصححه.
السنة الرابعة: الفطر على التمر فإن لم يجد فعلى الماء، ودليل ذلك ما جاء عن "سلمان بن عامر" رضي الله عنه قال: قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ: "إذا كان أحدكم صائمًا فليفطر على التمر، فإن لم يجد التمر فعلى الماء، فإن الماء طهور" رواه الخمسة، وقال "الترمذي": حديث حسن صحيح.
السنة الخامسة: السحور، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "تسحروا فإن في السحور بركة" رواه "البخاري" و"مسلم"، كما يسن أن يكون السحور في الجزء الأخير من الليل، لقول "زيد بن ثابت" رضي الله عنه: "تسحرنا مع رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ ثم قام إلى الصلاة، فقلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية"، رواه "البخاري" و"مسلم". كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور" رواه "أحمد".
السنة السادسة: قيام رمضان، وقد روى "أبو هريرة" رضي الله عنه أن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"، رواه "البخاري" و"مسلم".
السنة السابعة: الإكثار من قراءة القرآن في رمضان, قال تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان"،
السنة الثامنة: الاعتكاف في مسجد في العشر الأواخر من رمضان، فقال ابن "عمر" رضي الله عنهما: "كان رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ يعتكف العشر الأواخر من رمضان" رواه "البخاري"، وشرع الاعتكاف طلبًا لليلة القدر التي قال فيها صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه.
السنة التاسعة: الإكثار من الدعاء، لاسيما في العشر الأواخر حيث تُتَحرى ليلة القدر، وقد ختم الله الآيات التي تبين فرضية الصيام في سورة البقرة، بقوله تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعا".
السنة العاشرة: ضبط نفس الصائم، فإن سابه أحد فليقل: إني صائم، لما جاء في الحديث: "فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم" رواه "البخاري".
السنة الحادية عشرة: العمرة في رمضان، وقد جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث "ابن عباس"، عن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال: "عمرة في رمضان تعدل حجة".
Post a Comment