شمس ‏العلماء نجم الهدى ‏في ‏كيرلا


 
إن ولاية كيرلا أنجبت عدة أشخاص عباقرة وعلماء فحول ساهموا مساهمات قيمة في أصعدة شتى. ومن أهمهم العالم النحرير الشيخ أبو بكر مسليار الملقب بشمس العلماء ألذي كان حماسة لمسلمي كيرلا. ولد هذا النابغ بمنطقة كالكوت في كيرلا سنة 1914 في بقعة تدعى برمبل بزار, وتنتمي جذور أسرته إلى حضر موت في اليمن, إن أجداده وصلوا إلى ضفة مليبار قاصدين الدعوة الإسلامية ومكثوا في منطقة كالكوت. وكان الشيخ أبو بكر مسليار متفردا لدى أقرانه بفرط ذكائه وقوة فهمه. و قد أجاد في لغات كثيرة مثل العربية والإنجليزية والأردوية والفارسية. وبعد أن تلقى العلوم الابتدائية عدة سنوات من مدارس كيرلا,التحق بكلية الباقيات الصالحات منشأة إسلامية شهيرة بولاية تمل ناد في الهند, هذا المعهد الإسلامي كان نقطة تحول في مسيرة حياته. وانتهز الشيخ كل الفرص في تلك الكلية ليجمع العلوم الإسلامية ما أمكن. وهذا الطالب كرس حياته في تلك المدة الدراسية لتعلم الأديان العالمية ولا سيما النصرانية. وقد جرت أثنائها واقعة نادرة حيث إن راهبا أتى إليه يعبر عن رغبته في تعلم العربية. وقام الشيخ أبوبكر بتعليمه العربية. فأعطاه هذا الراهب مكافأة ثمينة جزاء له,وكانت تلك التحفة التي ناولها ذلك الراهب له نسخة بيبل السريانية, وقد انتفع منها لنقض الادعاءات النصرانية ,علاوة على ذلك كانت تلك النسخة نادرة غير موجودة عندى الزعماء النصرانية في كيرلا.

قد قام الشيخ ابو بكر مسليار بتدريس العلوم الدينية في المدارس والكليات العربية المتعددة. وقد احتج احتجاجا شديدا على أهل البدعة التي ظهرت في تربة كيرلا. ولعب دورا رئيسيا في وقف تياراتها بلسانه وقلمه. وقد كان يعز عليه شأن الذين يقعون في فخاخهم. ولما حاولت القساوسة النصرانية لتوجيه المسلمين إلى عقائدهم وتنصرت بعض الأسر المسلمة, اضطر الشيخ إلى المناظرات والمحاضرات ضدهم, فبجهده المتواصل أمكن أن يعيد تلك العائلات التي صبأت, إلى سبيل الإسلام من جديد. وكان الشيخ زعيما ألمعيا للمنظمة الرسمية جمعية العلماء بعموم كيرلا قريبا من أربعين عاما,

وقد ضحى حياته كلها لدين الله عز وجل ووجهه ولم يبال بالمفاخر الدنيوية قط. كان مزدهرا أيضا في التصوف مع كونه متفوقا في العلوم الشرعية. ووكان صاحب سلاسل صوفية متعددة مثل القادرية والرفاعية. ففي هذه المناسبة تزداد أهمية قول الإمام الشافعي رضي الله عنه "إن لم يكن الفقهاء أولياء لله فما لله ولي في الآخرة". كانت للشيخ أبي بكر مسليار علاقة وطيدة بالأشخاص البارزين في العالم العربي. ومن أشهرهم العالم المكي علوي المالكي والمستشار الديني لرئيس الإمارات العربية المتحدة علي الهاشمي. ولم يلبث مسلمو كيرلا أن يلقبوا هذا العبقري بشمس العالم من أجل انه كان متحليا بهذه الصفات العجيبة. نعم إنه كان أحق بذلك اللقب, كان شمسا منيرة أضائت في كيرلا, وملاذا حضينا لمسلميها في قضاياهم الدينية والثقافية. وكانت الجموع الغفيرة تحتشد للإصغاء إلى خطبه المتأججة, انتقل الشيخ أبو بكر مسليار إلى الرفيق الأعلى تاركا كتبا عديدة في مختلف اللغات سنة 1996, وكان وفاته فجوة لا تسد ويقع ضريحه في وركل بمنطقة كالكوت. وآلاف من المسلمين يقومون بزيارة ضريحه يوما فيوما.

ليست هناك تعليقات